عبدالرحمن القحيم
عدد المساهمات : 6
تاريخ التسجيل : 18/05/2011
 |  موضوع: الحاكم الأول في اليمن الأحد مايو 22, 2011 6:35 pm | |
| الحاكم الأول في اليمن
شيطان نبت من الأرض ليلتهم غذاء النباتات البرية ثم أوقع الإنسان اليمني في فتنه وزاحم الأغذية البريئة في معدته ،، وجرى ماجرى إبليس في دمه وولج ولوج اللص إلى خزائنه يطارده صباحاً في رؤوس الجبال و يورقه ليلاً مشرداً في متاهات الخيال يهزأ بعقله وأعصابه متنقل بينهم بين الشرور والحزن ، وبين الأقدام والأحجام ، وبين الهزيمة والنصر ، وبين الغنى والفقر ، وبين المنطق والجنون ،،، والإنسان اليمني يعيش لتلك الشجرة الشيطانية نصف العمر ان لم يكن أكثر وهو في صوره مفتعلة كأفلام المغامرات وأحداث مثيرة كأساطير الأطفال تستهلك فيها رجولة الرجال وعزائم الأبطال ،،، ذلك هو سلطان نبات القات الشجرة الملعونة واللعينة في أرض اليمن ..
إنه حقاً الحاكم الأول في اليمن !!!؟؟
الحاكم الطاغية المستبد !!! يتحكم في كافة مجالات الحياة صغيرها وكبيرها !!
أثر القات :-
نكرر ونؤكد ان القات هو الحاكم المطلق في غير حد !! المتغلغل في كل شأن من شؤون الحياة ،، انه العنصر المؤثر والفعال في صحة اليمنيين ،، وفي اقتصادهم وعمرانهم ،، وفي غذائهم ،، وفي نسلهم ،، وفي يقظتهم ونومهم ،، وفي قلوبهم وعقولهم ،، وأعصابهم وحياتهم الاجتماعية والفردية ،، وفي السياسة والدين ،، وفي الحرب والسلم ،، في الزراعة والتجارة ،، في القضاء و الزواج وفي الطلاق ... ليس هذا الكلام من المبالغة ولا من الشك وإنما هو تلخيص للحقائق ...
هل القات مخدر !؟ هناك فكرة شائعة عن القات انه مخدر وقد بقر بهذه الفكرة الأطباء ولكني لست على ثقة تامة من انه اجريَ تحليل علمي كامل لإثبات هذا الرأي ...
ان مضغ القات يخلق نشاطاً مقروناً بالارتياح الشديد وارتفاع بمستوى الأحاسيس والعواطف المختلفة ومن الممكن ان يمارسون عملهم بنشاط أكثر ولكنهم في الواقع لا يفعلون ذلك لان اليمنيين يجعلون من ساعات القات عطلة يومية أبدية تستمر من بعد تناول الغداء حتى المساء وهذا هو اكبر خطر يأتي به القات ،، فهو يلتهم نصف عمر الشعب بدون عمل ولا إنتاج ولا تفكير ولا شعور بمسؤوليات الحياة ...
ونشوة القات تستمر مدة ساعات عكس مايقال – فتوراً أو ارتخاء جسدي – بل تعقبها عند كثير من الناس حالة نفسية كئيبة وغالباً مايمضي ماضغ القات ساعات صعبة من الأرق والقلق والهواجس والأوهام ولا يهتم الفرد اليمني بغذائه ولا كسائه ولا بأي حاجة من حاجات حياته كاهتمامه بالقات ،، يسعى للحصول عليه طيلة الصباح وقد يشغله هذا السعي عن توفير الغذاء لنفسه أو أسرته وغالباً مايكون قيمة الوجبة اليومية من القات أبهض ثمناً من غذاء الأسرة كلها ...
ان منتصف الليل في اليمن يبدأ من بعد الظهر بكل مظاهره ووحشته وفراغه من نشاط الحياة وتلك هي صورة من آثار القات اللعين على الاقتصاد العام والخاص (( وللمرء أن يتصور بعد ذلك مايشاء من نتائج ))
ومفعول القات يرجع إلى مركبات كيميائية الكاتيين ، الكولين ، حامض الأمينين ، حامض التينيك ، بعض الفيتامينات و المواد المعدنية ،،، وله خاصه متوسطه بين الكوكائين والأفيون وعند مضغه يولد شعور بالتفاؤل تبدو معه جميع المشاكل سهله الحل ويرجع ذلك إلى تولد الكثير من الأفكار والخيال الخصب ويشعر الإنسان بتفتح العقل ونشاطه الذي يستمر ساعات معدودة وبعد مضغ القات يشعر الماضغ بالبرد في أطرافه ويميل إلى الصمت وتخيم عليه الكآبة فتره طويلة من الليل ...
ويعتبر ظهور القات في اليمن من أعوص المشكلات الفقهية التي واجهت الفقهاء في ذلك الوقت وقد اختلفت وجهاتهم بين حازم بحرمته وبين متوقف في أمره ، فالاتجاه الأول يرى حرمت القات والاتجاه الثاني يرى التوقف في شأنه والاتجاه الثالث يرى تحريمه ..
وعن العلامة الكبير أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهتمي السعدي المتوفي سنه 994 هـ وقد أتى إلى مكة سنه940 هــ واستمر بها حتى موته وأصبح مرجع للناس في الفتوى في مكة ومنهم أهل اليمن ،، وسألوه في شأن القات وقد تتبع شهادات متعاطين القات وسأل بعض مدرسين الشافعية في مكة وتعتري بن حجر الحيرة بشأن القات عن ان يجزم في تحليله أو تحريمه !!! وكان رأيه في حكم القات تحليلاً وتحريماً كما قال (( فإذا هي متسقة الفجاج قوية الحجاج )) وهذا كان جواب العلامة بن حجر السعدي ...
وهناك بعض الدراسات تشير إلى ان تعاطي القات مده طويلة قد يوقف تجدد الخلايا في الأنسجة التي من المفروض ان تجدد خلاياها مثل خلايا الكبد وخلايا النخاع العظمي المكونة للدم كما قد يصيب الرجل بالعقم إذا انه يوقف تكون الخلايا التناسلية ناهيك عن تعاطي الشباب لهذه المادة عندهم النمو وتضعف أجسادهم ..
لقد عرف علماء اوربا القات السويدي Pitar Foscal اثناء رحلة العلمية لليمن عام 1768 م في كتابه Flora Aegrptiaco Arabica
وفي الختام ،،، أعزائي الكلام كثير ويطول حول هذا الموضوع وقد نعود إليه في وقت لاحق فمن خلال تجاربي العديدة ومن خلال سفراتي لليمن تناول القات تيقنت ان تلك الشجرة اللعينة هي وباء وبلاء ابتلينا به في اليمن ،، لذا نسأل الله ان يحمينا ويبعدنا عن تلك الشجرة الخبيثة ..
بعضــها اقتباس من دراسات يمنيه | |
|
